يُنظر إلى هونغ ميونغ-بو باعتباره أسطورة كروية في كوريا الجنوبية، وتزامن احتفاله بعيد ميلاده الخامس والخمسين قبل بضعة أشهر مع تأهل فريقه آنذاك، أولسان، إلى منافسات بطولة كأس العالم للأندية FIFA 2025™ التي تستضيفها الولايات المتحدة الأمريكية. وسيكون فريق النمور ممثل كوريا الجنوبية الوحيد في النسخة الأولى من مونديال الأندية بحلته الجديدة. 

 وفي حوار مع "Inside FIFA"، قال المدافع الدولي السابق: "تشرّفتُ بتدريب أحد أبرز الأندية في آسيا، وقد قمنا بكلّ ما في وسعنا لكي نصبح أفضل فريق في آسيا. ليس النجاح محصوراً بي فقط، بل يشمل كذلك اللاعبين والفريق برمته. ستكون منافسات كأس العالم للأندية فرصة لإظهار جودة كرة القدم الكورية الجنوبية، وهو ما سينعكس كذلك على المنتخب".

لن يقود هونغ دفّة النادي الكوري في أمريكا العام المقبل، نظراً لكونه وافق في يوليو/تموز الماضي على عرض ليكون المدرب الأول للمنتخب الكوري، وذلك للمرة الثانية في مسيرته. وقال بعد أسابيع قليلة أمضاها على رأس الكتيبة الفنية لمحاربي التايجوك: "بدأتُ مسيرتي التدريبية مع المنتخب، ولهذا فإن الأجواء السائدة في الفريق ليست جديدة كلياً بالنسبة لي. إلا أن ذلك كان قبل فترة طويلة جداً، وتغيّر كل شيء. فاللاعبون والجهاز التدريبي حديثو العهد، وتتمحور المهمة الآن حول خوض تحدّيات جديدة مع التشكيلة الحالية". 

 لم يكن أمام هونغ متّسع من الوقت للراحة، إذ توجّب على المنتخب الكوري الجنوبي خوض الجولة الثالثة من التصفيات الآسيوية المؤهلة لبطولة كأس العالم FIFA 2026™، حيث وقع في فخ التعادل دون أهداف مع فلسطين، ثم أحرز الفوز بثلاثة أهداف لهدف أمام عُمان. أما بقية فرق المجموعة فهي العراق والأردن والكويت.

 وعن مشوار التأهل، قال هونغ: "نادراً ما كان درب التصفيات سهلاً في كأس العالم، فخوض المباريات خارج الديار في الشرق الأوسط غالباً ما ينطوي على صعوبة، إلا أني على ثقة من أننا سنحافظ على مكانتنا كأحد أفضل منتخبات آسيا. يشهد عالم كرة القدم تغييرات سريعة، ولا يقتصر ذلك على آسيا. ومن المهم للغاية أن نجاري هذه التغييرات، ولكني أعتقد أن التمسّك بفلسفتنا الكروية هو أمر ذو أهمية أكبر. ولا يقتصر ذلك على الجانب الفني، بل كذلك النفسي، والنواحي الثقافية".

وأردف قائلاً: "يتمثّل هدفنا الرئيسي حالياً بالتأهل إلى كأس العالم 2026. وما من شكّ في أن لاعبينا يملكون الأدوات اللازمة للتنافس، لا على المستوى الآسيوي فحسب، بل عالمياً كذلك. ولذلك بدلاً من التركيز على القيام بتحسينات بسيطة، فإن مهمتي الأكبر حالياً هي الحرص على أن يكون لاعبونا قادرين على الاستعداد للمباريات ضمن بيئة مناسبة تقوم على الثقافة الكروية الفريدة لبلادنا".

 يُنظر إلى كوريا الجنوبية باعتبارها قوة كروية لا يُستهان بها في عالم كرة القدم الآسيوية، ولا يقتصر ذلك على منتخب الرجال الأول، إذ نجح منتخبا البلاد للسيدات في فئة تحت 17 سنة وتحت 20 سنة بالتأهل إلى كأس العالم للسيدات عن هاتين الفئتين العمريتين عام 2024. "شهدت كرة القدم في كوريا الجنوبية تغيراً كبيراً في السنوات الأخيرة، معظم الجماهير المتواجدة في الملاعب هذه الأيام هي من السيدات، وعدد الفتيات والسيدات اللواتي يلعبن كرة القدم آخذ في الازدياد كذلك". 

 "لكن هناك العديد من التحديات التي لا يزال يتوجب على كرة قدم السيدات تجاوزها، ولا سيما العدد المتواضع من اللاعبات المسجَّلات والظروف الصعبة التي غالباً ما يلعبن فيها. إلا أن هذه العوامل لم تحل دون تأهل منتخبات السيدات إلى بطولات كأس العالم. ولذلك، يتوجب احترامهن وتشجيعهن". 

 وفي منافسات كأس العالم للسيدات تحت 20 سنة FIFA، ستكون شابات كوريا الجنوبية على موعد مع الكولومبيات صاحبات الأرض في مباراة ثُمن النهائي يوم الخميس. ولا يقتصر التطور الكروي الذي يسعى إليه اتحاد كوريا الجنوبية لكرة القدم على فئة النخبة والبراعم، ففي غضون عشرة أيام ستستضيف سيؤول أول نسخة من كأس العالم للمشردين تجري في آسيا.

 وكان رئيس FIFA جياني إنفانتينو قد قال بُعيد الإعلان عن تفاصيل الشراكة: "أنا سعيد للغاية لأن FIFA سيدعم هذه البطولة الرائعة وسيشترك مع مؤسسة كأس العالم للمشردين. كأس العالم للمشردين هو مثال رائع على قدرة كرة القدم على جمع الناس وتحدّي المفاهيم الاجتماعية السائدة وتحسين حياة الأفراد. يُسعد FIFA المساهمة في هذا الحدث، إذ نؤمن تمام الإيمان، شأننا شأن مؤسسة كأس العالم للمشردين، بأن كرة القدم قوة خير. وابتداءً من النسخة القادمة في سيؤول، سيسعى FIFA جاهداً لضمان استمرار هذه البطولة في إحداث تأثير حقيقي يدعم المشردين في جميع أنحاء العالم". 

من جهته، قال تشونغ مونغ جيو، رئيس اتحاد كوريا الجنوبية لكرة القدم بعد لقائه برئيس FIFA: "أعتقد أن كرة القدم رياضة بالغة الأهمية بالنسبة للجميع، خاصة لمن يحتاج إلى بعض العناية والرعاية، إذ يمكن لكرة القدم أن تغير طريقة حياة الناس أو نمط حياتهم، وقد تكون مصدر مساعدة كبيرة لهم. أعتقد أنها مبادرة ممتازة من FIFA. وأنا فخور جداً بأن تستضيف كوريا هذا الحدث الهام". وأضاف: "قاعدنا الجماهيرية آخذة في التوسع بشكل هائل، إذ لطالما ظلت كرة القدم رياضة مقتصرة على الرجال، لكننا أصبحنا نشاهد الكثير من المشجعات في الآونة الأخيرة، وهي ظاهرة جديدة ومثيرة للاهتمام جداً في كوريا خلال الفترة الراهنة".

 كما أعرب هونغ عن قناعته بأن تنظيم البطولة في عاصمة البلاد سيترك إرثاً إيجابياً. وقال عن ذلك: "أعتقد أنها فعالية بغاية الأهمية، وآمل أن تكون البطولة بمثابة فرصة لنا للتفكير بأولئك الذين يعيشون على هامش المجتمع، لا في جمهورية كوريا فحسب، بل حول العالم". 

وختم حديثه قائلاً: "إني على قناعة بأنه من المهم للغاية تنظيم مثل هذه الفعاليات التي تنطوي على بُعد اجتماعي. ولطالما كنتُ على قناعة بأن الصلة بكرة القدم ومثل هذه الفعاليات يمكن أن تؤدي إلى نتائج أفضل. أنظِّم منذ سنوات مباريات خيرية خلال فصل الشتاء، وإني على يقين بأن مثل هذه الفعاليات الصغيرة تلعب دوراً رمزياً في التأثير على مشاعر الناس حول العالم".