عندما قاد تسونياسو مياموتو المنتخب الياباني في المباراة الافتتاحية لكأس العالم 2002 FIFA™ ضد بلجيكا، أصبح واجهة لكرة القدم في جميع أنحاء البلاد. والآن، بعد مرور 22 عاماً على قيادته لمنتخب بلاده، يقود مياموتو اليابان لتصبح قوة كروية عالمية باعتباره رئيس الاتحاد الياباني لكرة القدم (JFA). نظرًا لأن معظم اللاعبين السابقين يختارون الالتحاق بالتدريب أو البث التلفزيوني بعد التقاعد على أرض الملعب، فإن التقدم المهني لمياموتو يعد أمراً غير معتاد. متحمساً لرؤية اليابان تفوز بكأس العالم FIFA يوماً ما، تم تعيين مياموتو رئيساً للاتحاد الياباني لكرة القدم في مارس/آذار 2024. احتاج مياموتو إلى القليل من التعريف لمشجعي كرة القدم في اليابان بعد أن قاد المنتخب الوطني في نسختين من كأس العالم FIFA - بما في ذلك نسخة 2002 التي استضافتها اليابان - وقضى فترة ناجحة كمدرب رئيسي لجامبا أوساكا، وفاز بلقب أفضل مدرب في الدوري الياباني عام 2020.

على الرغم من نجاحه على أرض الملعب وعلى المستوى الإداري، لم يكن بمقدور مياموتو إلا أن يشعر أنه سيكون له الأثر الأكبر على كرة القدم اليابانية كجزء من اتحاد كرة القدم في البلاد، وهو المنصب الذي شعر دائمًا أنه سيتوليه، حيث يقول مياموتو "بعد مسيرتي الاحترافية، كان هدفي على المدى الطويل هو أن أصبح صانع قرار في كرة القدم."

بعد أن وصل إلى مستويات لا يُمكن أن يحلم بها سوى القليل كلاعب وكمدرب والآن كإداري، قد يبدو أن النجاح يأتي بسهولة لمياموتو، لكن المدافع السابق لم يختصر أي طريق: قام بتدريبه المهني واتخذ الخطوات اللازمة للتأكد من أنه مستعد لذلك. كانت إحدى أكبر الخطوات هي إكمال دورة ماجستير FIFA في عام 2013. ماجستير FIFA هو برنامج تعليمي في إدارة الرياضة يعمل على تطوير إداريين من الطراز العالمي يمكنهم التعامل مع عالم الرياضة وكرة القدم المعقد. إنه شيء ساعد مياموتو على تغيير وجهة نظره. وقال مياموتو: "إن وجود وجهات نظر مختلفة أمر مهم للغاية لفهم الأمور بشكل كامل واتخاذ قرارات جيدة ومهمة. كلاعب، اعتقدت أنني أفهم كرة القدم، لكن كان بإمكاني رؤية كرة القدم من هذه الزاوية فقط. بعد ماجستير FIFA، لدي منظور تاريخي ومنظور إداري ومنظور قانوني."

خبرته كلاعب ومدرب وخريج برنامج ماجستير FIFA تمنح مياموتو منظوراً فريداً يعتقد أنه يمكن أن يعزز مستقبل كرة القدم اليابانية. ويأمل أن يتبع المزيد من المحترفين السابقين مسارًا مشابهًا لمساره بمجرد اعتزالهم اللعب. من المعروف أن اليابان لديها خطة مدتها 50 عاماً لكرة القدم في البلاد، تسمى تعهد الاتحاد الياباني لكرة القدم، والتي تحدد هدفهم المتمثل في الفوز بكأس العالم FIFA في عام 2050. من السهل أن تكون قصير النظر في كرة القدم، ولكن مع وجود أساس قوي وقائد ملهم وتعهد الاتحاد الياباني لكرة القدم، فإن اليابان تبحث عن نجاح مستدام طويل المدى. "برأيي، نحن اليابان نسير على الطريق الصحيح للفوز بكأس العالم FIFA. منتخبنا الوطني يسير على الطريق الصحيح. يلعب العديد من اللاعبين اليابانيين الآن في أوروبا وفي البطولات الكبرى." وأضاف: "لكن الفوز بكأس العالم أمر مختلف، لذا بالطبع لكي نصبح الأبطال، نحتاج إلى تنشئة لاعبين شباب جيدين وموهوبين بشكل مستمر، كما نحتاج أيضاً إلى زيادة عدد اللاعبين الموجودين في الأندية الأوروبية الكبرى."